عرق البلح

 عرق البلح

ظل الطائر الصحيح
مختفيا
أزفر وألعب قدمي
جالسا أبكي
في كل لحظة أشعر بشيء أعرفه
وأحسب
أن كل شيء آخر بعيدا عني

كنت ثقيلا وخفيفا
شراعا بعيدا عن نفسي
لماذا أبكي ..
دعنا نشاهد الفيلم الذي نؤخره
لا أعرف لم هو بالذات قال وقتي

أوقف الفيلم وأبكي
نحن هنا ..
أنا وسلمى
نحن هم
وهم نحن ..

أسرني جمالها المطابق لجمالك أعجبتني العلاقة بينها وبين ظلها كانت إذا ما رأته في الشمس كبلت الدنيا وأغرقتها

لا أسمى العلاقات هي هكذا
لا أعرف متى بدأ الكلام كان كل شيء يسير وحده على سطح من الماء وفعلنا كل الأشياء وحافظت عليها خالية أيضا من كل الأشياء
لم يعجبها ذلك .. بلطف منمنم
تنظف السجاد المكمكم
أو ترج فيه متلتل
تحركني مثل اللعبة في أديها
كانت تفعل ذلك بحرص حتى تمادت
وعندما واجهتها فتحت لي أعينها
حاولت اكتمالي
وشعرت بشيء غريب في رحمي

قبل الفيلم كيف كان يمكنني أن أقف في صف الرجال وأصف
كيف ذلك وأسف ..
لست حزينا على ما فعلنا بل أنا فرح
أنا نادم على ما لم نفعل عكاز أثر
في الفيلم رأيت علاقة لا نراها كثيرا على الشاشة
حقيقة متوتة أبكتني
مثلك بالضبط كانت سلمى كلما رأته كانت
كان كافيا بالنسبة لها لتجر شكله

لم أكن يوماً هادئا لم أكن يوماً هكذا كنت أخاف الهدوء لدرجة الكوابيس المزعجة لكنها الأيام وما تذكر منها ..

أبدو مثلها تماما وأنت تحاولين معي تبدين معي شقية كما كنت أنا أبدو ظلها الشارد التام يبدو أنك تحاولين إخراجي لكن هذا أنا لا زلت أشعر أنني أمشي كل هذا الوقت ممسكا أطرافها ولا يعرف أحد مماذا يحتمي ولا أعرف مماذا أختفي أرفع رأسي جبهة أمي العارضة وأرى أن .. العالم أفشل من إنجابي

البينة .. سورة ألم يكن
لم نكمل الورد ولم يكن ذلك يحدث أبدا حتى اليوم الذي مات فيه العماد كنا نقرأ اليومي إلى أن حان وقت الدفن

ذلك لمن خشي ربه ..
ربه .. أنت ربه صحّ .. روب وحمض وجسد
اقتربت من وجهها محاولا إحاطته قائلا لها هل تكوني ربه وأضحك
صرفت وجهها إلى الناحية الأخرى
وكانت تبكي

وجه أمي
كأني أمسك صورة سعيدة وألف بها

ربه .. من مدة وعلى لساني
قلت سوف أرمي بهذا الشيء وإن نجح فقد اطمأننت وإن فشل فقد تأكدت أن هناك أكبر مما أظن
وأعلى من الظن
وفي آخر السورة لحقت في عينها شيئا منعها من التركيز معي لكن كيف كان ذلك ممكنا

لا أعرف
اليوم أقرأ بتهاد
اليوم لم أتعثر

عرفت ذلك منذ البداية حين توقفنا عند نهاية البينة لم أكن أحب هذه السورة بسبب أخطائها البينة وصعوبتها ولكني لم أتعثر اليوم ولم تلاحظ أمي أيضا
وعند آخر آية في السورة كافئت نفسي مصدقا
لقد وصلت إلى هنا وأنا أحمل عليها ذلك
قفزت وأقبلت عليها حين انتهيت قائلا لها هل أنتي ربه
أزاحت نفسي ولم ترد
والله إنك رهب فأنتِ لا محالة ربه
اسكت قليلا هل جننت ..
وقالت كلاما عن أننا نشبه أهلنا ولا ندري شيء
لكنها عادت
تأخذني في أحضانها باكية
أمامها وتجد صعوبة في وجدي
وأصبح حلقها الجاف في بلعي
شيء كبير وصعب مرأ
مثل الحوت الغاضب
رفعت رأسها
حتى نزل
العرق الأزرق
في صفحها
الخاتم في إصبعها
كرهت شكله الذهبي
حملت به أوقاتا
في رأسي

حاميا
ليس من أذى
ويظهر بأسها
يزين النظر
ويخدعنا
كأنها تخلع به الأرض
تقشر بيضة
وكانت تقشر به البيض
وأحيانا تضرب به الوجه
وددت كثيرا أن أنقعه في يدها
مبينا لها ما هو

مربعة حولها
طاردتي
لن تعتب من هنا
جالسة وأقدامها
غرست في الأرض
مثل الوتد
ضاربة في قلبي

تملصت بوجهها حتى خلعته
وحين فعلت ذلك
ملس الثمر الكبار
وبقت كفاف معلقة
وظلال في التراب
مضمومة لكن لا يوجد بها
مثل الأضرع وانفثأ

رجعت أكثر إلى الوراء تسند رأسها المتعبة
إلى الحائط بأسى
تركت نفسها
وبساط الحصير تحتها
مالها حتى لا تعدل نفسها
مطوقة يدها على نفسها
بهذه القوة
هل سيأتي أحد لأخذها
لا أرى
ولا يمكنني أن أدعها
أبدا تحتضنني
تلك الأيد يمكنها أن تخيط أو تعصر أي شيء
مهما بلغ أو ثقل أو كبر في الحجم
مثل تلك البطانية التي أغطي بها قدمي
الآن

تلك الأم عصرت في قلبي الخوف وسقتني منه وقالت إنها مجرد شربة تجرعها كاملة بعد ذلك تتعود على أي شيء في الحياة من جنسها
وألقت في عيوبي الرمل
وطبعت في نفسي النار
وكل شيء صحيح بعدها ..

على وجهها شكل دائم لكن هذه المرة كان يبدو على ذلك الوجه رغم ذلك مختلفا
يظهر تعبيرا وينذر عن ضيق ألا يقترب منها أحدا
والآن عرفت .. أمي وأنا أعرفها
هناك أشياء أخرى لا نعرفها

الطوق والأسورة
فيلما آخر كان يجب أن أشاهده قسي المشاهد والدمع المشاعل
ورأيت مرة أخرى كيف كان يعيش الناس وأنا أكره أن أرى كيف عاش بعض الناس شاهدت الدجال يقتل شريهان فى أحضان أمها
الجميع يتعذب والدجال يخبرها بقسوة أن تغلق أذنها حتى يتمكن من قطب جراحها

حديدة الرّحى
أعتقد أن قساة القلب ولدوا هكذا .. أشرارا وكبارا
لم أكمل الفيلم
شيء كبير نزل في المجرى
يمرئ هناك
مثل الحوت الغاضب

ذلك لمن خشي ربه
أقطع السطر إلى مائة
كنت ذكيا شديد الذكاء وكان علي أرضا النجاة
كنت غبيا شديد الغباء لأنني أفكر في أمور شديدة البراعة والذكاء

لا تعتب من هنا لا تعتب من يبعدنا
راغ العقل بك وحلا
من يمكي الآن ويعرف ذلك في النار

ملحق
أشاهد الفيلم
تهاجمني رؤياك ورائحتك
فقدت الشيء الكبير

كنت أجلس ..

قوي العزار
ينير الجحيم وردا

عرق البلح
رجل كنا نعرفه في كل عصر
زينة الرجال
الرجل الذي يحترم المرأة وقارا وحبا لها
الرجل من أيام الرجال

لكنها الأيام وما أتذكر منها
كنت مثلك قبل أن تحثني على الحكمة
لا كنت حكيما قبل أن تحثني
مقبل الحياة مدبر العيش

أمي
أبعدتني
وسخنت

الخاتم
وددت كثيرا أن أنقعه في يدها
حتى أبين لها ما هو

سلمى ..
وتسحب قلب

يقوم على خلقي
وينشأ
يقمره من ضلوع
ويشع من دموع
يا مجير ويا ردة
شيع والشمع قناديل

السكوت يشبع
الخمم يجبأ
يا نبي ويا كسرة
وما أفعله قريب من نفسي
أثقلك جميل وأوثقك
ودخل بك من هذا الغلاف

إذا كان ذلك سيحدث فلماذا مشينا
إذا كان ذلك يحدث لنا فلماذا لا تعودي

عرق البلح
طويل السكت لا يتكلم في غير حاجة

البينة
كافئت نفسي

عرق البلح
تدفعني بلطف .. محروسة
وعيناها ملسوسة
وعيون في ضوئها مسنونة
وفي عينها نوم برييء
وفي قوتها لمس دفين


تتمة

وحلمت بك هذه الليلة شوق بكاء

لا تجف الدموع ..

 أنهمر وحدي


أشعر بوحشة

لا أحد هنا في البيت غيري

يقترب الماء من الغرق

اوقف الفيلم وأبكي لا أصدق أنك رحلت وأنني لن أراك مرة أخرى

روحك في روحي تعذبني وتطمئنني

ورائحتي

 التي هي رائحتك

على راحة يدي قافلتك

صخرة سليمة الموت 

كيف أبكي عليك وأنت سعيدة وجميلة

العيد يقتل أحيانا الأطفال


الأفلام والطريق والعالم والناس والشوارع

لم أترك شيئا


عرق البلح

 كتبتك عنه

لأنني كنت بمفردي في البيت ولم يمض

على غيابك أسابيع

وحلمت بك هذه الليلة شوق بكاء



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اختفى الرجل الكلاسيك وسيارته

نفس العيون اللي جذبتني هي عيوني