رسايل البحر واليود

آية

رسالة 1
ف المشهد دا من فيلم The Curious Case of Benjamin Button والي بيحكي عن تسلسل عشوائي ف الزمن ملوش شكل أو معنى لوحده إلا لو أدى لنتيجة هتفرق معانا، عشان كدا لما يعدي وقت كبير مش بشوفك ويحصل كدا بفكر تلقائيا ف كل الحسابات دي وانا بستعيد ميموري الفيلم .. برشحهولك بالمناسبة.


رسالة 2 .. زي اليوم دا لما الحكاية حصلت من عيون شخص تاني، وراني الحياة ورا الحاجات.

قبل ما تخرجي كنت قاعد بنفخ وزهقان من الوقت، والي مضايقني أكتر راجل كبير شايفه مش عامل حساب للدور ومش مساعد الحلاق ينجز معاه، وهو عارف ان قدامه لسه كرسي كمان هيقعد عليه، بس ولا حاجة، بيتصرف براحة الى ماسك الريموت، عشان مزاجه جاي فى هزار مع الواد الصغير، مش كدا وبس دا قافل ع العالم من حواليه ومحدش قادر يدخله، عشان يكون بس هو الي يسمحلك امتى وازاي تبقى موجود ف مساحته.
من البداية عرفت دا أنهي نوع من الناس .. وهو بيهزر مع الولد قدر يلفت انتباهي وانا قاعد ف ضهره مش مهتم، وهو بيعمل الخدعة القديمة بتاع تعال شوف ايه الي واقع ف عيني دا ولما الولد يقرب يشوف الاقي نفسي اتخضيت معاه ف المراية .. بس ضحكت. كانت حركة ذكية خلتني افك شوية.

النوع الي يقدر يتواصل جسديا مع محيطه بالطريقة دي، يقدر يتعامل مع أي حد فى أي وقت ويتكلم معاه فى أي حاجة، بس أهم ميزة عنده فى رأيي هو كونه قادر على أنه يشوف الصفات الي انت محتاجها ويجسدها ف نفسه.
الموضوع طلع حقيقي .. كنت دايما بسأل احنا ليه بنميل لأشخاص بعينها وهو لسه مفيش حاجة،
ماشي فى صفات كتير احنا بنحب الشخص يكون عليها عشان يكون مقبول بالنسبالنا، والموضوع تفضيلات يعني، بس احنا ناس فى مجتمع مقفول وطرق التواصل محدودة فابننجذب لبعض من خلال .. العيون .. وبعدين نسرح بقى .. أتاري الوشوش بتقول كل حاجة عن صحابها من الأول، بس الي يعرف يبص.

ودي أول مرة من فترة بعيدة اشوفك عن قرب ورغم اني كنت خايف لعيني تفشل فى توصيل المفروض بل أسوأ تكون فارغة، بس الحبة دول خلوني ناسي كل حاجة برا كأنه عالم تاني ولأول مرة اقعد مش مشدود و حاسس ان فايتني حاجة، ومن ساعتها ومش عايز الوقت يمشي بالنسبة لوجودك، الي بقى سهل يخلق روح ف أي جماد حتى لو كان الجماد دا عدسات نضارة مش عارف اشوف منهم حاجة.

الصورة اتغيرت، وفجأة وشه الي كان باينلي ملحوم مرتين وقاسي يتحول لفارس، كل ما عينه تلمحه مسنود ع طاولة العدة، تعكس له المرايا عيل المحل مش عاوزه يفضل عيل، مع إن كل شبر فيه أحسن حظ منه، يمكن فكره بنفسه ويمكن خلاه يقابل نفسه تاني بعد تعب، ودي أسوأ وأحسن حاجة ممكن تحصل لبني آدم، وجايز يكون دا سر حب الناس فى الأطفال.

يمكن افتكرت معاهم الأيام، والجنية الي خدت بالها مننا واحنا صغيرين وكانت حنينة علينا أكتر من البيت نفسه، كان فيه دايما الشارع والغريب الي حذرونا منه مطلعش الشرير.

شوية شوية عرفت هو ليه مش هامه دور وليه مش عايز يمشي حتى بعد ما خلص، وكان صعبان عليا اشوف واحد مبيفكرش ف الي مقدم عليه، وبيتحرك ببساطة، شايل هم، بس هو مش عايز إحساس الولا ببقية حياته يموت، لأ يكبر ويتكسر ويحس ودا أهون بحسابات تانية.

شوية شوية شوفت عينه بترش فتافيت من المرح والقلق، والفضول عن ايه الواد دا لما يكبر لو ملحقش يلعب شوية كمان معاه، خصوصا فى الي حصله بدري من حياته هيغير شئ فيه، دا كان تفكيري
بس هو بيتجاهل كل دا ويقرر يلاعبه ومن غير ولا كلمة .. يلاعبه بس لدرجة حسيت معاها انه ممكن يصالح بين قلبه وأي حاجة تانية عشان خاطره.

وفى النص وهو مستني الكرسي التاني، يسرح شعره وأثناء دا يخطر ع باله يشاور له يمسك المشط ويبوظ شعره، مش مهم، المهم يحط وشه بين كفوفه الصغيرة ويجاريه ف تسريحة مضحكة.

أما المحل نفسه فالناس جوا ينطبق عليهم جملة الفرسان التلاتة .. الكل للواحد والواحد للكل.
ناس دمهم خفيف قعدتها كلها انسجام ولطافة، كلها فهلوة وهات وخد، بيحكوا الحكايات أحسن مما حصلت فى الحقيقة، والوقت مش ممكن يعدي إلا بمتعة الكلام ف أي حاجة، دلوقتي المحل بيتجدد ومش عارف هيرجع تاني زي الأول، ولا سحره بينتهي هنا.
مش عارف بس عايز اقولك ان المحل وهو كدا أفضل من مليون محل جديد، أي نعم المحلات الحديثة كلها راحة وسرعة وخصوصية، بس العزلة دي محتاجة اقتحام ظريف من وقت لوقت، وهما بيعملوا دا بذكاء فطري يخرجك من دماغك مش عند أي حد.

كل دا مكانش ممكن اشوفه زي ما بحكي كدا من غير ما اشوفك، كأنك بالظبط ضفتي فلتر ع المكان، زي شكل السريع وهو فاضي، وزي ما الراجل الكبير انفجر ف الكلام وهو بيقول تغور أي حاجة ع حس الواد دا .. مفيش حاجة ف الدنيا تسوى فرحته .. الدنيا كلها دلوقتي ف سنه بتلبس وتخرج وتتفسح ودا واقف ع رجله.
زي عينك لما تتشاف فجأة وتتكسفي فتداري، زي لما شوفتك مرة مع باباكي فرحانة وماشية تتمايلي مع الهوا، وزي لما شوفتك أول مرة و جالي إحساس انك حد كل حاجة حواليه وف نفس الوقت مفيش ولا حاجة حواليه، ودا مش كلام من حد ممكن يقول الي هو عاوزه هنا ويقابلك ف الشارع ميعرفش نفسه، بس انا عارف .. عارف من الأول الرسالة الأخيرة الي مكتبهاش فان جوخ وفضلت لسنين طويلة الناس فاكراها بتاعته، لحد ما عرفنا الحقيقة .. تاني الشعر بيسبق الاكتشاف.

أنا بحبك قوي وعايز افضل اكتب لك كل ما تيجي الفرصة ويبقى عندي حاجة أقولها.


رسالة 3 

كتابة الرسالة الواحدة بالنسبالي بتساوي كتاب سماوي اتنسى
ولما بنتهي من كتابتها بكون انتهيت من الحالة اللي خلتني اكتب كدا
وكل مرة باجي اشوف رسالة مختلفة عن النوتة عندي من هنا

مش عارف وصلك المعنى ولا لأ بس انا فهمت الحب كدا، فى الأول تحس انك مبشر بالجنة بعد كدا الحياة بتمشي عادي.

ساعات بحس اني لازم اكتب حاجة عشان ناسي، ساعات عشان دا واجب ضمني مفروض، وانا مفيش حاجة كرهتها فى حياتي قد الواجب المفروض، بس انا حتى مكسوف ابصلك فى الحلم وانتي قدامي .. زي ما تعودت اكون مكسوف دايما.

طول الوقت حاسس ان العالم مش جاهزلي، ساعات بكون اكبر منه وساعات أصغر وفى الحالتين مش بيعرف يبصلي، وهيبصلي ازاي وانا مخزق له عينه.

طول الوقت حاسس ولازم افضل حاسس عشان الوقت مش نافع غير ف الصبر والقتل، زي ما احنا حلوين ف الهروب ولعبة الاستغماية، بننسى نفسنا فى الدور ومش بنظهر فى النهاية إلا لما حد يلاقينا،
وانا بكره الوقت لما يغير حاجة حفظتها بعيد عنه فى مكان مينفعش يوصله، عشان اكون الوحيد اللي ليه صلاحية الوصول، بس فى الآخر بنفسي بكون قاتل الحاجة دي من الزهق والخوف، هو دا الوقت.

ساعات بشوفك عاملة زي ملاك الموت نفسه، ماشية لا بتقدمي ولا بتأخري كأنك عرض جنائزي أو حاجة رسمية عموما، خطواتك ثابتة زي الموت عارف أنه مش هيتأخر، وهيوصل فى ميعاده.

حاولت اخفف من حدة الوصف شوية، فكان شكل المنتخب قبل ما ينزلوا الملعب هو أقرب حاجة، فى اللحظة الي بيقولوا فيها النشيد الوطني، راسهم مرفوعة لفوق، مركزين، مطمنين أكتر من أي وقت تاني برا أو جوا الملعب، كل حاجة هادية عموما، بس لما بستحضر صورتك تاني فى ذهني بقول ان الوصف الأمثل، هو الموت.

شايفك فى كل حاجة ممكن تيجي ع بالي، بفتكرك لوحدي وبكون فرحان زي ما بفكر نفسي بيكي عشان منساش، كنت بكتب من فترة نص بورتريه وافتكرت قاصد اني اكتب عنك حاجة، أوثق بيها اليوم دا شوفتك كنتي لابسة بلوزة كنتي نفسك أوي وكنتي كاملة، كأنك صاحبة الموديل دا.

" أستطيع الآن أن أتذكر لماذا أعجبت بها؟ لأن السنيورة ماشية على حل شعرها بثقة مفرش ممنوع اللمس، أو لأنها مجردة مثل شلة أشياء أعرفها، تورد إلى خاطري، أودري هيبورن، بنات ديفيد لينش، صناديق بضاعة، خطي الطول والعرض، التألق عاريا بما يليق سروال داخلي، أو حذاء وشراب قطني، كلمات ترى لها وقع جدير للاستعمال.

ترتدي ملابس تجعلها مرئية، أنظر إليها الآن بسحر وتمعن فائق .. كلما أطلت النظر كلما ضاق البحث كلما أصابك دوار، أو استعرت نعيق الغراب.

لديها قوام نشرة معلبة لمنتج ما، دقيقة مختصرة متقنة الصنع. كدت أنسى .. أين المخالب؟ فى الكوافير.

فى الكوافير، أراها بين يديها، أشعر بأنها تفعل بسهولة ما لن أستطيع فعله وهي تقلب وجهك بين الأيدي الناعمة".

رسالة 4 .. نفس العيون اللي جذبتني هي عيوني

كنت قريت مرة عند شخص بحب اتابع اللي بيكتبه، فى الذكرى ال 80 لفيلم the wizard of oz، الفيلم اللي يتمناه يعني أي حد كذكرى فى طفولته "وانا صغير كان "ساحر أوز" بيتعرض بانتظام في برنامج "سينما الأطفال" بتاع عفاف الهلاوي، وكنت بحبه جدا. الأغرب انه كان بيتعرض متقطع بألف شكل، وبيختصروا فيه حاجات مختلفة كل مرة، عشان وقت البرنامج، وعفاف الهلاوي تقعد تحكي بصوتها اللي فاتنا! فكانت تجربة عجيبة جدا الواحد اتعلم منها ان نفس القصة ممكن تتحكي بألف شكل، وعرفت منها يعني اية مونتاج رغم اني معرفتش المصطلح نفسه الا بعد كدة!

* كطفل وفي ذلك الزمن اللي مكنش فيه لسة انترنت ولا خلافه، كنت فاكر انه فيلم تليفزيوني مثلا ومش حاجة مشهورة أوي برا. لما كبرت بس عرفت انه فيلم علامة، وجزء من الثقافة الأمريكية والغربية".
عفاف الهلاوي برنامج فى التمانينات، والتمانينات عصر شرايط الفيديو، والفيلم مكان مجهول زي الحواديت، ودلوقتي العالم كله بيقول ومفيش تأثير.
كنت قريت برضه ان فى متحف الفن الحديث بنيويورك، آلة عرض سينمائي مبتعرضش حاجة، مجرد ضوء على سطح خال، والناس بتمر بس بين الضوء والسطح تشوف خيالها المنطبع. وان مفيش أذكى وأبسط من دي طريقة لمعرفة ان "الحقيقة موجودة .. لكن كل تعرض لها هو أحد تأويلاتها الممكنة".
المثال دا ممكن ينطبق على التجربة الشخصية فوق، بس وانا بتابع التعليقات على البوست فهمت برضه أنها كانت تجربة مرعبة من الدرجة الأولى، ودا الانطباع اللي سابه الفيلم يشترك فيه الأجيال وميتنساش، برغم كل الطرق دي.
أما بالنسبة لينا احنا جيل التسعينات، تقدري تخمنى التجربة كانت عاملة ازاي وهو مفيش حاجة غير الدش، التليفزيون كان حقيقتنا الوحيدة، بالتأكيد كانت تجربة مرعبة وناضجة مقارنة بأفلام الأطفال التانية، مكنش بيهونها غير اننا عارفين كويس احنا ع انهي قناة، mbc3، واحنا كأطفال اتربينا عليها من السبت للربوع كنا عارفين الي فيها، اللي هو الخير هيكسب الحلقة الجاية أو فى النهاية مهما حصل، بس ازاي المرادي؟ ولأول مرة، فيه أبعاد تانية للحكاية أهم من الشرير ( الفيلم بيعبر عن الحالة دي فى جملة من أشهر الاقتباسات السينمائية "there is no place like home"). الفيلم بيخلص والحكاية بتتعقد أكتر وأكتر، لسه مستوعبناش أوي اللي حصل، ولما اكبر بس هعرف ان الأبطال اللي ورطنا معاهم من البداية، كانوا بالفعل حلوا مشاكلهم قبل ما يوصلوا المكان اللي عانوا بسببه لأن مفروض فيه الحل لكل مشاكلهم! ودي كانت المفارقة، بالبساطة دي، بس دا مش كل حاجة فيه مفارقة تانية أجمل وأغم بس مش عايز احرق الفيلم، فى الآخر لازم تشوفيه عشان تفهمي بالظبط انا بحاول اقول ايه.
ساعات بنفتكر حاجات معينة كدا، هقولك .. كان عندنا مسابقة أيام الابتدائي معروفة باتحاد الطلبة، ودي مسابقة فى مجالات كتير زي ما عرفت بعدين، مش زي ما كنت بحسبها حاجة معمولة مخصوص لبتوع القرآن، وكان بينظمها قطاع المعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، بعد تصفية محلية فى الأول على مستوى المدرسة نفسها وبعدين تصفية تانية على مستوى المحافظة، وهناك بقى فى مصر الامتحان الأخير، فى مرة من المرات وفى اليوم التاني لينا هناك كنا متجمعين ع السلالم جنب المشرفين، ومش فاكر بالظبط كنت سرحان ف ايه من كتر الكلام حواليا، بس فاكر لما رجعت عدلت نفسي ف القعدة كأني حاطط هاند فري وقلعته، كان واحد من المشرفين دول فى نص قصة، نصها التاني كان ممكن يفوتني برضه لولا حلفانه المتكرر مع كل جملة تقريبا، واهو بيقسم تاني ان ابوه الي محبش حد غيره بس عامله بقسوة فى الي يخصه، رماه من فوق السطح مرة وكسر رجله، لما خيب أمله ورجع فاضي، مين دا وليه عمل كدا؟
واحد بلدياته فضل طول عمره عايش مستني يوم كدا معين فى حياته، لدرجة انه مستعد يرهن اليوم دا من عمره اللي فاضل، وفعلا جه اليوم اللي صاحبنا مستنيه، الواد أخيرا يحقق أمنية أبوه، ويطلع مركز أول ويرجع البيت طيارة عشان يلاقي أبوه مات، حطيت نفسي مكانه معرفتش ازعل على انهي واحدة؟ الخصام المشروط ولا القدر؟
القصة دي عمرها ما راحت عن بالي ولا وقدرت افصلها عن أي حاجة عايز اعملها.
الحاجات دي مش ممكن تحصلنا لأننا مش الآخرين مش لسبب تاني، فيه سذاجة أكتر من كدا؟
من ساعتها لحد ما حصل تزامن متكرر معايا لنفس المفارقة. لازمتني التعاسة ولما ملقتش فايدة من أي حاجة، انسحبت للتفكير بطريقة جبانة مفيهاش مسؤولية ولا مساحة لإن الواحد ممكن يأثر فيه حاجة، ودا بيفكرني بأيام كانت صعبة، عاملة زينا لما بنشبط فى حاجة، كان يوم امتحان تقريبا فالعربية عملت حادثة، وبسرعة هبوط قلوبنا نزلت زاحفة على الأرض، لحد ما السواق عرف يتحكم فيها ويهدي وأخيرا يوقفها مع احتكاك الأسفلت، بصيت للراجل جنبي وعيني بتقوله يلا وصلنا، ولما لقيته هيتنح لسه نزلت ركبت عربية تانية وسايبه يكلم نفسه، مستنكر رد فعلي وبيحاول يقنع نفسه إن دا مش شبحه وهو ميت! والعكس بالعكس كنت شايفه مأفور الي هو ازاي مش عايز تعمل حادثة يعني؟ فاكر ايه؟ عرفت ساعتها اني مكتئب لأن مش دا الشعور اللي مفروض احسه هنا.
بس عارفة ضحكت امتى؟ فين وفين على بوابة الجامعة لما افتكرت اني مش باجي هنا إلا لضرورة والضرورة هنا مش معناها امتحان، قد ما هي عدم اتزان فظيع فى انك ممنوع من دخول اللجنة بسبب شعرك، فكان لازم اصرف التفكير دا عني بحاجة تانية أهدى، وفورا سرحت ان دي أقصر وأمتع رحلة من بداية المنحنى، لأ من قبل كدا والسواق الي خبطنا ماشي ورانا بيحذرنا من الخبطة دي، مرة بالكلاكس ومرة بالعجلة وهو بيكسر مرة واحدة، تقريبا لأن مفيش مجال يطلعه بعد ما بقى عمليا محشور، يعني دا أحسن حل قدامه على الطريق، وانا بحاول اتخيل الاحتمالات معاه قبل المصير وهو يادوبك بيراوغ فى آخر مسافة، واراهن ان دا اللي كان فى دماغه ساعتها، كأنه طيف للأحداث المقبلة -جربي مرة لما تخرب خالص أو تلاقي نفسك فى ورطة ومش عارفة تعملي ايه، اعرفي كدا طالما فى الإمكان ان يورد على بالك تركيبة أو شكل معين لموقف، بيمر بيه، قصدي العالم الخارجي بيستجيب لرسمة خيالك- ومفيش احسن من الطريقة دي لما يضرب العربية فى المنطقة الفلانية كأنها طلعت على ضهر حصان، الركاب هيتسمروا فى وضع سكون من الرهبة، الجسم أوتوماتيكي بعد الصدمة هيحاول يحافظ على توازن نفسه، لكن زي ما السواق الأولاني محتاج عشان يقدر يطلع بأقل الخساير مؤشر ولو باهت، فالسواق التاني محتاج الشعور دا يوصله.
دي الإشارة هنا، افترضت اني على تواصل معاهم من خلال وضعي اللي سمحلى بالمتابعة، باصص لقدام من الجنب على نفس زاوية سقوط شعاع الضوء، فى المرايا.
السواق كان قدامه طريقة من اتنين، يا إما يفضل تايه فى المرايا يا إما يسيب نفسه خالص ويحاول يتماهى مع الصورة المكونة، بس هو مش هيعمل كدا غير لما يدرك ان الحصان هو اللي بيتحرك وبياخد الإيقاع دا، انت بس بتواصل معاه فى انك تحاكي الحركة، مش انتي بتشوفي الراكب فى السباق طالع نازل كدا هو فى الحقيقة مش بيتحرك.
الجو كان شبورة زي يومين الشتا اللي فاتوا، يعني مش مطلوب منك غير الهدوء والقدرة على استشعار حواسك الميتة فى الفراغ، من امتى أصلا كان السواقين انتبهوا لحاجة بيعملوها حتى لو حادثة؟ أجسامهم اتعودت الطريق، وممكن تعمل كل حاجة لوحدها وهو مكفي بس على الطارة، لكن اللي هيحصل هنا تدخل من نوع تاني كأنه شغل حاجة جواه تساعده بدال جسمه الميت، وفى لحظة كان السواق لقط دوره ودخل مود تلقائي زي برنامج جرى تفعيله. كل دا حصل فى ثواني بس لمراقب بعيد مفيش حاجة حصلت ولا حتى قريب.
تعدي الأيام واحس بخيبة الموقف كله، كل حاجة حصلت، كل حاجة، الحاجات دي مكنتش بتحصل كدا، دا كأنها بتحصل مخصوص عشان اعرف سرها، الحاجات دي كانت بتحصلي كأني الشاهد الوحيد على وجودها، والقدر هو يمكن اكتر حاجة شغلت بالي فى حياتي.
ولما بدأت ابحث إجابة، مش فاكر كنت شوفت The Curious Case of Benjamin button ولا لأ.. فكرت للحظة إني لازم أكون دقيق فى محاولة عرض الحقايق، بس الحكاوي فيها قص ولزق ولا ايه؟ ونفس القصة ممكن تتحكي بألف شكل.
المهم شوفت الفيلم وعجبني، لأ انا اتوهجت تماما من الي شوفته، ومع انك خلاص عرفت الخط اللي ماشي فيه (الحبكة plot) وتوقعت هيخلص على ايه بس زي اللي سبقه فى الحقيقة والأفلام، هيفضل كدا فيه حاجات متعرفهاش مهما عقلك جاب وقلبك حس، وإلا بقى مكانش الفيلم نفسه عمل كدا، لما خلانا نشوف فى حاجات عادية السحر، يادوب عكس اللقطة اللي متعودين نشوف بيها الحياة.
الفيلم بشكل خفيف كان بيفسحني حرفيا فى حوداية القدر خصوصا ف مشهد الحادثة، لما براد بيت وصل المستشفى، وقعد يحكي بصوته على خلفية الحادث فى المونتاج، عن تسلسل عشوائي ف الزمن ملوش شكل أو معنى لوحده إلا لو أدى لنتيجة هتفرق معانا، ولو حاجة واحدة بس كانت حصلت بشكل مختلف كانت ديزي صديقته نجت من الحادث.
دا برضه بيحصل ازاي؟ حاسس اننا بنملك تأثير ملموس ع الخطوط دي بس احنا منعرفش لسه؟ مش عارف.
مسيطر عليا من فترة تصور مبهم عن شيء ما عايز انفذه، بس انا مش قادر حتى على وصف اللي بفكر فيه بالظبط، فكرة عبرت عنها ضي رحمي فى نص من ترجمتها:
لو جئتني بوجه لم أره من قبل
وصوت لم أسمعه أبدًا
سوف أعرفك.
لو أن ما يفصل بيننا قرون، سوف أشعر بك.
في مكان ما بين
الرمال والغبار الكوني
في كل نهاية وبداية
نبض صداه أنت وأنا.
عندما نغادر هذا العالم
نتخلى عن ممتلكاتنا وذكرياتنا
الحب هو الشيء الوحيد الذي نأخذه معنا
هو - فقط - ما نحمله من حياة لأخرى.
وفى قصة الكينونة ( أسطورة معرض الرعب ) لاحمد خالد توفيق عدد ٧٦ من سلسلة ما وراء الطبيعة، فاكر لما وقعت عليها بالصدفة وانا بحاول احمل أي عدد للقراءة، كان فى الوصف كدا:
" نعم .. هناك شيء مخيف في المعارض والمتاحف بلا شك .. من الصعب أن تجد تفسيراً لهذه الرهبة التى تشعر بها أمام لوحات .. مجرد لوحات قديمة رسمها ديلاكروا أو روبنز، لكنها تثير في أطرافك قشعريرة غريبة، في قصة (ليلة الجنرالات) لـ(هانس هليموت كيرشت)، وقف الجنرال النازي أمام لوحة لفان جوخ .. هنا بدأ يرتجف كورقة .. ثم أصابته نوبة صرعية كاملة، السبب أن رسالة الصرع التى تركها (فان جوخ) في اللوحة انتقلت كاملة سليمة عبر الأعوام إلى الجنرال .. المعرض الذى نتكلم عنه اليوم حالة خاصة جداً وفريدة .. الفكرة هنا أنه يعكس حالة نفسية سيئة لدى من رسم اللوحات، والسؤال هو؛ هل هذه الطاقة النفسية قادرة على أن تبقى عبر الأعوام لتنتقل لواحد آخر؟".
النص شاف جزء والقصة أبصرت جزء تاني، لكن فضلت محتار زي اللي شغال على معجم مصور، ملقتش إجابة ترضيني غير فى الحاجات اللي كنت بلاحظها طول الوقت، ومكنش مهم قد ايه هي غريبة ومش ممكن اعتبارها ف حاجة، بس هو دا سحرها، وطول الوقت قدامي أنماط، بشوفها واقارن بين كل السمات اللي تجمعها، واللي ساعات بتوصل لدرجة المطابقة، عشان تسأل الترابط دا بيكون نتيجة لإيه؟ عشان يبقى كل مكان تروحه جديد هو كنز بالناس اللي فيه، الموضوع يطول شرحه وانا عايز اقفل، بس الأفلام مثلا كانت وسيط ممتاز لعرض المتغيرات دي، فى الفرق بين شبه والتاني، الطباع والتصرفات قريبة أو بعيدة لأي درجة؟ تون معين أو لازمة فى الشخصية خاصة فى لحظات معينة وهكذا .. وكنت بشوف النجوم أقرب لناس فى الواقع مع اني متعاملتش معاهم بس تقدر تخمن هما ايه بالنظر من طلتهم.
بفكر فى مسرحية عن عالم اكتفى لدرجة انك تحس بالإنجازات والمعنى لو قلبت بس بالملعقة فى طبق حساء ملعقة ملعقة على مهلك، فى ابتكار وهدف واضح لابتكار الإنسان والله.
عشان حتى لو دي الجنة، هنفضل نتقابل كل مرة. أبطال المسرحية مسعاهم لبعض مرتبط بحاجة زي كدا من غير ولا كلمة، كل واحد فيهم عنده حنين لحاجة مش عارفها لحد ما يلاقوا بعض. أظن فهمتي القصيدة دلوقتي.
فاكرة لما اتكلمت عن الجمال والوشوش كنت قصدي أن الشخص مسؤول عن دا، بس لو قدر يوصل للي عاش من قبله ويكمل رحلتهم. أظن فهمتي قصة الكينونة.
الموضوع بيفكرني من بعيد وانا صغير لما سافرت زيارة مع الأسرة الصعيد، ولقيت الصور بتاعتنا متعلقة هناك، ارتبكت فى كذا إحساس .. وكنت بفكر يا ترى الصور دي اتنقلت هنا عشان عرفت ان احنا جايين؟ طب سبقتنا ليه؟ مش كان أولى نمشي سوا؟ ولا دي ناس تانية شبهنا لكن عايشة فى الصور مبسوطة؟
طب فاكرة اللحظات الأولى وانتى معدية عادي كل يوم كنت عارف ان فيه حاجة هتحصل، الشخص اللي انا باصص عليه دا هيبقى في يوم من الأيام قريب، كنت عارف انها مسألة وقت قبل ما يحصل طيران قدام صورتك اللي فيها من هيبة الموناليزا وقديسة مريم. أنا بس مش عايز اتوهم حاجة من السكوت، ومش عاوز اكون فرحان بحد ممكن يكون موجود.
احنا اتنين بس ف المكان الواسع .. لقيت ف الآخر ان الرسالة هي اللي تستوعب الفن دا.


رهف

حلم سريع (1)

انت بتكتب عادي وصف
ع طريقة حفظ علامات ثابتة عشان الفيلم
فجأة اكتشفت دا شعر
منا طول عمري بوصف وبحس
لو كنت حسيت مكنش ممكن يطلع كدا بسبب دماغي الي عايزة تكتب شعر
فى حاجات قوية تخاف تاخد فيها الرأي
وتخاف تمشي كأن مفيش
زي وقت الكره
كل الذكريات الواقفة
كل الألم الصعب والحي
فى ناس جاية قاصدة الشر
والي قاصد خير عمره ما وقف ع بر
مفيش حاجة ممكنة ولا أرض
وانت أحسن حد جه الأرض
ينقل الحلم زي غيار سريع
العين ترف بسرعة فى السوق الحر
تفتح فى شارع آخر بيوته تطل
واخدة جنب ع مبنى مش فى الحلم
منزلة فى البروفايل رسوم بتاع خمسة منهم
تلاتة فى حالة عمرية دلوقتي واتنين فى المستقبل
غيران منهم مع انهم انت
كلهم بتوعك هي شافت
والرسم طريقها وطريقتك
عينك وصفحة وشك زي الصقر
بارزين كأن لازم تفتكر
محبتش ريحتها
بس ما صدقت مسكت ايديها و بنتفق على حاجة فى السر
أو دي ريحة طلعت قصد
ريحة طفلة بتولد طفل
ريحة جاية من العدم وصوت الفرد
ريحة كل حاجة قدامك بينك وبينها الضل
متعرفش غير حسه
عينك شكلها مختلف زي ما تصورت
شبه حمام داروين مرسومين بالشمع
كل يوم بصحى على صوت فى الشارع
أو واقع بينعي الحلم
لأنك مبتحبش تصميمه حلفت مش هتقع فى الحب
دماغي جاية فى أي فك وربط وصياغة كل شئ ملهوش حل
معرفش اكتب غير رسالة طويلة ع قد السر
سري وياها بس فى الحلم
عريت روحي بسمتها زي الشق
هقولك على حاجة تمشي عليها زي الدوا من غير أسئلة على طول العمر
الخضر كان عايز يقول حاجة رغم كل الصلاحيات مبتتقالش
ودي أكتر حاجة مرعبة بسمعها تاني دلوقت
اخترتك بالذات ومش مخمن رد
خلينا نمشي بس من الدوشة
العالم بيحب رغم قبحه كل حاجة بصدق
عايز كل حاجة ومن مجاميعه
عايزك انتي لوحدك تخبينى من العالم والوقت
تطلي عليا كل سكة ودا حمل مش سهل ومش صعب
لما تعرفي ان إخضاع العالم بحاله بيحسن مشاعري
أو انى أقدر امشى براحة واتفلت من عقد ربطناها ومن غير ما نحس
بوظوا كل شئ بالخارج
معرفش مين فى بالي وخليهم ياكلوا فى بعض
قريت علم النفس وانا مش عايز حد
هي نفس القصيدة بنضيف عليها العد
قريت علم النفس مش عايز حد بالمقاييس والشبر
عايزك انتى هنا بالظبط زي ما كنتي معايا قبل ما نعرف بعض
عايز ابكي بحرقة
تقريبا بمقدار قربنا سوا بالبطئ
هندي الناس ايه غير حكاية تانية
كل حاجة من نفس الناحية بتقطف من الورد
حتى الأبيات بتتكتب فى حضن حاجة غير ما هو مرسوم للشعر
نقدر نختار نعيش ونقول دا عصر الخزي
مش شرط نكون بنعاني
عشان نرمي زي الصخر لمرة
أصل هنبقى عيلة خايفة برضه لمرة
شئ غريب قد ايه حياة البشر ممكن تكون واحدة
والي يطمنك من ناحية الحياة ميحصلش
الحق يأخذ والسعادة تأخذ
وانتى هنا ومش فاهمة غير طلب السحر
الشعر مسلي اكتر من تقل يربطني بيه عودك خفيف الهوا
مرة كتبت عن شاعر حمار لا يحتمل أي شعور باللطف
ساعات بيكون أهم من نجوم السما
قبل ما يعرف عنه حد

عالم أوز العجيب (2)

الحقيقة مدهوكة
ع قلبي زي الطير
لو هي عدوك
اقلبها تطير
فاتح صدري للهوا يا سلام
هنا يقوم فرويد
يستعيد الثابت فى الليل
خيالك ماشي متقفش الحقيقة قدام
مقبوض عليا فى نومك
و بعاني من تسلسل طيف
غالب عليا مفاهيم مش صادقة
عينها مليانة عصبية
وانا جسمي لئيم
عزمه مفيش اتجاه
متحفظ ع الوحش فى قبوه
طالع آخر سلمة و متسربع
من نَفَس منطقة التداعي الحر
أنقذتها من مجهول فى المية
نسيتني بعدها ع الجرف
فى سبات طويل
سايبة جوب قصير
جنب أرض
سمعت عنها مرة فى تنهيدة النوم
دا ممر منكسر وبديع كالفخ
وصحيت ع حبل فى صندوق
وموسيقى فى أبعد قلاع
بتكب العالم على عالم من جوا وبرا
يعنى الماضي مش ممكن يكون مغلوب
وزي ما تكرهه تشتاق له
استنى هنا الشمس تقوم
من كام يوم وهو شايل
بص لمجدها المنسوب
وقال عادي منا فاضح سر الكون
بيشاور على حاجة مش واخد بالي منها الوقت
مش ملم بانتصار
انا ساري فى كل العالم تحت
مش ناشر ورقة واحدة ولا بحث
صفقة زاهية دي صفقة كلب
اسيبهم يفضلي شخصي المهزوم
انا فاكر وقت التنبيه
كان طول الوقت عايز انام
مش قابل الضيف
انا فاكر برضه بنية الحلم
ومعنى انك تقول كلام مخطرش
جدتي
أحسن حد
كان يحكي من الكيلو القديم
أشباح مربوطة بخيطها
من الحياة وهياكل العفاريت
بتقولي القصص بعيد عن كوخ النص
واشوفها مغامرة واحدة مبتكملش
و الرب معلم واقف يحكيلنا تاريخنا
لما كنت هناك و مكنش فيه غيرنا
من حجره الواسع للأرض
وانت سبقت استنى
ناسك تحت مش نايمة
لابسين ع راسي مشمع
فاكرك صغير بتدور والعالم بيدور حواليك
فرحان بيك بالطفل السعيد
بكرة تكبر وتاخدهم بالحضن والإيد
لما الكلام يتكلم ويقولوا دا بتاعنا
أو كان و كسفنا
مش هي دي ميزة الثروة
وانت شبههم عايز الحاجة من غير كلام
روحي فى قلب المكان بترف
زمان فى صحن البيوت
كانت حكاوي فى مناطق أكبر من إطار الأسرة
مليانة حرف بعدين جرفتها المية
كل الأيادي بترعى
فى عناية أزلية
انا عيشت حياة خاصة
ومفيش ليا طريقة تانية
كلهم اتفقوا وسموا
وقالوا انت بالذات
مينفعش تمر بحاجات معينة
إلا لو كان نجاح مكسور
وخسرت مش هو دا الى قالوه
وان مين حارب هاخد صفه
لجل ما يصفى الكره والانجاز
ودا بيتي محستش فيه
مرتكز على عفش مريض
بناسه يبقى الحسبة كدا كله كئيب
ودي أمى هتموت متكعبلة
لو غبت عنها سنة
يعني وهي بتحاول تفتكر انا كنت آخر مرة فين
ودول صحابي فى حالة دفاع
من اندفاعي الطويل
يا دوب قربت
كانوا هم حاسبونى ع صاحب
واحد بس كان أشف و أجدر
والباقي راتع فى خياله يحجم
مهما الواقع بص
مهما كان استحضاري الدائم للعبث
المحرض ع الحرية والتفكير
بتفهم مين؟
العالم بيلف فى دواير صعبة
و القمع من جوا لبرا
ودا صاحبي
بحاول افتكر جنبه
انا كلت ايه عشان اشبع
منا أصلا كدا فى العموم
لما احب افرق
بين وضعي العادي و مزاجى التقيل
ودا واحد معرفوش
جده مات يوم كريه
والأهم أنه عايز ياخد عزا
جم صحابه وهما رايقين
واكتر حاجة شغلاهم لما يروح تاني
يبقى عارف هو قاعد مع مين
وهنا صحابي فى العموم
عفاريت بتشد لتحت
لما العالم يعاند و يشد لفوق
لسا فى العالم السفلي طبقات
وهنا مين
يبين حدود وجودهم ومعناه
كنت هعمل فيلم
بقى ليا صحاب
نازل بالرفض شرط
عشان ارجع لحياتي واقول ما يليق
الصدق سلاح غبي فى أي تكنيك
والبيت دا جزء من تكوين الشئ
زي المدينة وصوتها
ريشه أكبر من إنه يطير
شوفتها راضية وكنت حزين
بتعمل بضمير لمكان واحد فى الجنة
من غير غواية جديدة تضل
يرن صوت أمى الغايب دايما فى صلاته
بأداء وعظي مميت
زي صلاح جاهين
ما هوّم بإيده الي ماسكة الفرشة
فوق الورق من بعيد
الأجسام جاية بلهوها أما الحياة مش هنا
الفرق بس انها فى السر تتمنى
عيشة ليا من الحلوة
سامعها حالا من جوا
الفرق أن الطرف التاني لسا معرفنيش
عشان يتمنى
ويحارب لجمالي بقبح
متصدقيش امى
الجنة هنا و دلوقت
احنا الى هنا ومفيش غيرنا
ولا اقولك زي ما عودتنا الحواديت
هيفضل حد قاعد عايزك ترجع له
وتخسر بمزاج كل الى تعبت فى لمه
حبيت اكتر من واحدة بإسم
أشباح الطريق
راكب خيولها تجر
كلهم محاولة
لشخص بس حزين
رسم حياة فى الهوا
خدتها من غير قصد
الفكرة انى لو وقفت دلوقت
فاهمة بتصلح فين؟
حاسبي الحمل يكبر
ع قد فلس المرات
وايه يلزم عشان تعود
ولا انت خلاص اتعودت
عارفة اني هعجز عن تتبع عينها منها بالكلام
و بتضحك
بحدف صوتي وراها عشان اعرف فين
اكتر حاجة بأمل
اشيل حمل
مش عارف اقولها ازاي
زعلانة منى مش دا الي كان؟
عاذرك
يمكن لأني عارف الإنسان ورا الإنسان
الواضح اكتر انى فاهم الألم و الخذلان
العالم برا يا انا يا انت
يتهافت هيموت عايز نكسب
اصعب حاجة عدت عليا
وانا بقرا هموم الأيقونة
أيقونة كل الأجيال
ساحرة أوز
زعلت مرتين للشبه
الطيب والجميل
المغفرة غصب عني لأي شكل جميل
اتدربت كتير عشان متقنش ولا شئ
كل حاجة حصلت فى دماغي الأول
وجت بعدين
وكل ما اروح لحياة مش هي
كان لازم تبقى شاعر
سايب كل دا لمين
وانتى يا حلوة
ليكي عندى كمان اتنين
سهلة
اسمعي زياد و متخلهوش يضحك لك
غنيلي واسيب لك الرب فى أوضتك

منة أسامة - حبيبة الأحلام والخيال حبيبة كل الأوقات

العالم ليس مكانا

(1)

 منذ لاحظتك عيناي بالجوار تتجولين فى مهب الريح، حيث رميت قرشا للمتسولين فظننت أنك تمزحين، حين بدوت فى المقهى القديم شاردة عن سعادة الضعفاء، تبحثين أسأل لم فضلتى العزلة؟ تراه قلب مفطور، تراه تطبع بالمكان وحدك تعرفين الإجابة

العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر مثل كذبة كاملة
الرتابة والندم يتآكلانك
منتظرة ﻷن تموتي وحيدة
حسنا يا آنسة وحيدة
أنا منغلق مثلك، لذا أنا أعرفك
وأعلم فيم تفكرين
ليس لأنني شاهدت سندريلا
إذا، هل هذا يغلفك؟
فقد صرت طرفا الآن
لذا أنا مدين
ما إن تقفزي فسأقفز وراءك
فلن تجدى جرعة مورفين
ليس لدي من خيار
العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر، مثل كذبة كاملة
من حياتك تباعا يختفون
يوما تلو الآخر
ويتبادلون أثمن الهدايا
أما أنت يافتاتي فيجدر بك
رهن عقد والدتك الثمين
للتجذيف مع العبيد الآخرين
فقد آن أوان الذهاب
الحياة تناشدهم والموت يناسبك
العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر، مثل كذبة كاملة
لعمرك لا أكترث، أو تعرفين؟
أنفاسك العذبة تومض فى الظلام
وتدوي قويا فى الزحام
لا بد وأن قلبك فى حجم
الفراش الممنون، عكس ما تبدين
بروح طفلة لا تصلح للحياة
وخصلات شعرك حيث انسدلت
تهدي دليلا للسائرين
الكثير من خيبة الآمال
الكثير والكثير من المعاناة
هذا ليس بعادل، تفقدين
ليس بقدر ما تعطين
ما هي إلا معادلة حمقاء
تذوب فى التضحية
بحيث تقدم طازجة فوق مذبح الحرية
العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر، مثل كذبة كاملة
فى عاصفة عطف أخذتي تراقبين
عن كثب، أطفالا عرايا لاجئين
رغم جمعهم وحيدين
وفى فقر مدقع يلعبون
ومع أول نسمة هواء تقطنين
روح طفلة مبتورة الحياة
تعكس صندوق الذكريات الثمين
غض بصرك فى جفون
باسترسال
كأنما من أفكارك تهربين
هذا محال
فهناك خيط دقيق قد مر
لا ينفك يلحق بك الضرر
بمثابة ثقب لا يلتئم، بالأحرى
ليس مناسبا للهروب
العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر، مثل كذبة كاملة
ليكون العالم عاصفة
وحضنك هو الملجأ
أسطوانة ..
لم لا نضعها سويا فى الجرامافون
لنحظى ببعض الدفئ، وهتافات
تحرك المشاعر حين تحدقين
فى خواء عيني، وليس عندك ما تخفيه
لنستلقي آسفين
وعلى ماضينا الكهل غير نادمين
لندفع الصخرة ولننتصر على الآلهة
لتعلو الروح ثم تصدح
بالتمرد
باحثة عن توأم للروح
بالتعود
يافعين مجددا سوف نعود
دعيني أقطع لك وعدا، ضمنته
حياة حافلة بالشمس
طويلة لا تنطفئ
فهل التقينا؟
العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر، مثل كذبة كاملة
لا أفهم لماذا العناء
وهناك من يتمتعون
لشئ لا يكترثون
يا ترى بمن سنلحق
هناك أمل واحد
متعلق بكيف ستكون
نهاية الطريق
أنا الآن لا مرئي، تماما
مثل نكرة كاملة
وعند مفترق الطريق
أبدو كالظل المكسور
مطويا أمارس الانحناءات
كخطوط من هواء
عبر نافذة قد مرت
كما قلت ليس لدي من خيار
العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر، مثل كذبة كاملة
فى شكل طير مصفوف بلغنا السماوات
وفجأة غادر السرب أحدهم
وطار بعيدا فوق عش الوقواق
ما زلت أمامي ترقصين، ما زلت تحلقين
إذا، لندع هناك ذكرة تمجد هذه الفكرة
" سيمر كل شئ وكأننا لم ننتظره "
حيث يعرفون كيف يمارسون
ويهبون بعضهم الحب، قبل
أن تغمرهم الحياة، وترسب
الندم فى قرارة أنفسهم، وكيف
يبقون على ذكراهم
علها تكون يوما سببا فى البقاء
مهلا، لست أتطلع للبقاء
العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر، مثل كذبة كاملة
نيتشه صديق الروح
إنه ميت الآن، لكن
ليس بدون مدفأة ورائحة الملح
هذا ما أقول هذا تخبط وجنون
عقلي مشتعل بأفكار الكيروسين
بلا فائدة أعاود،
متضارب متخبط بالمورفين
ما إن رأيتك ترقصين، قبل برهة
توقف العد وتبادلنا لفافة التبغ
فربما أمكننا العودة والبدء من جديد
أنا واهم
أشعر ببرد خفيف
وما زلت
أربط نفسي بلا شئ
وأكاد
من فرط وحدتي أجن
الأوهام خلطت بالذكريات
بالحقائق والخيال
لقد سببت شيئا لا يلتئم
فليس هناك مبررا للموت، ولست
رجلا وحيدا يتكلم عن الطقس
لقد قطعت وعدا وها نحن ذا
ألا تذكرين؟
هذا ظلم، فلم أحاول حتى الالتزام بالتنفيذ
هذا ما سأقول هذا تخبط وجنون
وفى غفوة شاع طيفك فى الحلم
تنشدين :
فلماذا المزيد من الانتظار كي
يبدأ العالم؟
العالم ليس مكانا
مثل زيف كادر، مثل كذبة كاملة
باليرينا باليرينا (2)
إنها الواحدة إلا الربع
ربما قليل من الخربشة
قد يساعد على الهدوء
قبيل نوبة من الأرق
بالإمكان لم تكن لتسمح
بنوعية الأفكار
التى تحت الغطاء تراودك
ماذا دهاني؟
أ لـ الخيال أفتقر؟
قلت ماذا عن مائة ياردة
من مجال الرؤية
بلا عوائق من الشرفة؟
طالما وجودي هنا عديم النفع
باليرينا باليرينا
أنا فان أنا عرضة للسقوط
تعرقل سيري بلا طائل
وتحت بناية ما سقط علي الطلاء
عندها تذكرت
أنه السبت هناك
مما يعني أنشودة الميلاد
حلقات فارغة
ينعقد الدخان
ومواء قطط فى نوبات
ترتفع متقطعة
الأطفال الجَنَح فى الممر
وسط المفرقعات يلهون
فى الأعين
فى الأفواه يغنون
كأنهم للجميع أصدقاء
رفعت ياقة معطفي على مهل
وتشاجرت
فى صف المتجر هناك
يرتعد صوتي وهو يصرخ
أعطني البورن وأسرع
" كيف لا ترتدي قفازا
وأنت تمسك هذا ؟ "
جاء الصوت قادما من الخلف
إنها أجمل مما تخيلت يوما
" كيف لا ترتدي قفازا
وأنت تمسك هذا ؟ "
تدير ممتلكاتها بنفسها
لذا ما من غريب يتدخل
والدها علمها النصل
لذا ملابسي الداخلية لا تغطى الضرر
تابعت السير فى غضب
ثم قلت مازحا
أخشى أن الشعور
ليس متبادلا..
يا لها من رائحة
تصبب العرق منك
ثم تنهدت
كما يفعل الإنسان عادة..
أشعر بريْبَة ومقت
من بلدي العالم
من كل الخلق
باليرينا باليرينا
أنا فان أنا عرضة للسقوط
آسف لقد .. أظُنُّنا
تبادلنا الحقائب بالجوار
أجل، تبدو كـ مصادرات شاهدة
" أكرست نفسك لفكرة أخرى
بالأحرى هي مختلفة كليا "
كانت هادئة بما يكفي
لتسمح لي بالحب
كانت أشبه بموسيقى
ثقيلة على السامع ..
سألتها عن اسمها
وكيف تلمع
على غرار بنس حديث الصك
قالت إن اسمها
باليرينا باليرينا
كانت ملابسها بالِيَة
فأسميناها السيدة جوهرة
باليرينا باليرينا
أنا فان أنا عرضة للسقوط
كان يجدر بي ملازمة الغرفة
وتحطيم تفاهاتي المتوهجة
لكني لم أفعل
ركضت حتى احترقت عضلاتي
ركضت أكثر
ومن ثم توقفت
عند الفناء الخلفي
ولاحظت
وجوه خاليه، لا تفعل
سوى التشبث بالحياة
كاﻷبقار الهندوسية هادئه
للترويج العاطفي
قد يفيد،
وأي وسيلة أفضل
من اعتلاء أحاسيس البشر
بمثل هذه التفاهات؟
ومن يدري
ربما لهاجس أسلوب الحياة
تبدلت ..
فى ليلة هادئة كهذه
لا ترفع صوتك
فالجميع مسترخ
على الأرجح
بعد الميلاد
أغلق صوت كل شئ
فى الحياة
" دعينا نضرم النيران أولا
ولنشتري سطلا آخر من الفحم "
من أمام المدخنة
كان هذا آخر ما سمعت
" كيف لا ترتدي قفازا
وأنت تمسك هذا ؟ "
عن الأنظار قليلا سأتوراى
حيث يمكننى البدء من جديد
ريثما تهدأ الأمور
تصورت باخرة ذات حجم مهول
وبنفس مقدار الضخامة
يكون تفكيرك فى الحياة
قلت لا مانع أن نمعن النظر
فى النصف اﻵخر من العالم
ومن جديد عاودني الأرق
هنأْتُ نفسي وسط يأسي
حالما علمت بأن أفكاري
تضطرب من حين إلى حين
كنت فى سريرك تحلمين بأفريقيا
كنت أشعر بأن السماء
والنجوم تبتعد
باليرينا باليرينا
أنا فان أنا عرضة للسقوط
كل هذا محوري ساخر
فى فلك يضمن لك الإيداع
فجأة، عرفت أن كل هذا
له علاقة ما بفتاة تدعى
باليرينا باليرينا
لا أبدو كساعي بريد
لذا من الآن فصاعدا
لا مزيد من ..
" كيف لا ترتدي قفازا
وأنت تمسك هذا ؟
باليرينا باليرينا
أنا فان أنا عرضة للسقوط
الأغنية السابعة على المحك
بالأحرى للسيدة
بينما مات الامام ولا زال
يؤمن باللقاء
فيروز لاتنفك
تحصل على انطباعات الطقس
تظهر رسالتها فى خيالي وتختفي
وعقدها فى العنق بمثابة
اليانصيب
باليرينا باليرينا
تمارس الفرض
الذي منذ سنين اعتادته
ترتجل تتمايل
بشعرها هنا وهناك
مثل تمثال الحرية، مثل حائط المبكى
الله يلعب النرد
خلت لوهلة بأن أينشتاين
كان على حق
فالله لا يلعب النرد
وما تلك بـ يَميني؟
أحجار النرد
بقدر ما تشاء
يمكنك فركها معا
لكنها لن تتوالد
متجاوزة الليل ..
باليرينا باليرينا
انا فان انا عرضة للسقوط

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اختفى الرجل الكلاسيك وسيارته